غرامة 300 أورو الجزائر: هل فعلاً تُمنع المنتجات الأجنبية في حقائب المسافرين إلى الجزائر؟

انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي شائعات مثيرة للجدل تفيد بأن السلطات الجزائرية فرضت غرامة 300 أورو الجزائر  على المسافرين القادمين من الخارج، في حال حملهم منتجات أجنبية داخل أمتعتهم. هذا الادعاء أثار قلقاً كبيراً، خاصة لدى أفراد الجالية الجزائرية المقيمة في أوروبا الذين اعتادوا جلب الهدايا والمنتجات الأوروبية لأسرهم.

في مقطع فيديو حصد أكثر من نصف مليون مشاهدة في أقل من 24 ساعة، ادعى أحد الناشطين أن السلطات الجزائرية اتخذت “قراراً كبيراً” يقضي بمنع دخول أي منتج أجنبي إلى البلاد مع المسافرين، ملوّحاً بإمكانية فرض غرامة فورية.

لكن ما مدى صحة هذا الخبر؟

الحقيقة من مصادر رسمية
بعد التحقق، يتبيّن أن هذه الأخبار غير دقيقة. لم تصدر أي جهة رسمية في الجزائر إعلاناً بخصوص هذه الغرامة أو هذا “القرار الجديد”. الجمارك الجزائرية لا تزال تسمح بدخول الأغراض الشخصية للمسافرين، سواء كانت جديدة أو مستعملة، بشرط أن تكون مخصصة للاستخدام الشخصي وليست لأغراض تجارية.

بحسب الموقع الرسمي للجمارك الجزائرية:

“يُسمح للمسافرين بإدخال مواد جديدة أو مستعملة حسب حاجاتهم الشخصية أثناء السفر، لكن تُستثنى السلع ذات الطابع التجاري.”

ما الذي يُمنع فعلاً؟
ما تمنعه الجمارك بشكل فعلي هو إدخال كميات كبيرة من السلع التي قد تُستخدم في التجارة غير القانونية (ما يُعرف بـ”الترابند”). في هذه الحالات، قد يتم مصادرة السلع دون تردد، وهو ما يحدث فعلاً في الموانئ والمطارات الجزائرية، خصوصاً في ظل تشديد الرقابة على التجارة الموازية.

 ماذا يمكنك أن تحمل معك؟
المسافر العادي الذي يحمل معه بعض الهدايا أو منتجات شخصية (كعلبة شامبو، ملابس، أدوات تجميل…) لا يواجه أي مشكلة عادة. كما أكد بعض المسافرين الذين عادوا مؤخراً من أوروبا أنهم اجتازوا الجمارك بشكل طبيعي، دون أي مضايقات، طالما أن عدد المنتجات محدود وواضح أنه للاستخدام الشخصي.

قالت إحدى المعلقات:

“سافرت بالأمس إلى الجزائر مع هدايا لأفراد عائلتي، ولم أواجه أي مشكلة.”

بينما أوضح آخر:

“إذا كان معك منتج أو اثنان فقط، الأمور تسير بسلاسة. المشكلة تظهر حين تصبح الكمية كبيرة بشكل واضح.”

زر الذهاب إلى الأعلى